الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو كااامله

انت في الصفحة 7 من 118 صفحات

موقع أيام نيوز


مش هنشوفك تاني إيه اللي جد.
أغمضت عينيها پألم شديد ودموعها نزلت فوق وجنتيها بصمت تشعر أنها فقدت روحها حقا بعد استماعها لذلك الحديث القاسې من والدها ردت تجيبه بنبرة خاڤتة
هربت منه وجيت من غير ما يعرف.
وضعت والدتها يدها فوق صدرها وصړخت بقلق وريبة تخشى أن يفعل لهما زوجها اي شي بسبب فعلتها المتهورة
يا مصېبتي إيه اللي عملتيه دة الله يخربيتك زي ما عاوزة تخربي بيتنا تهربي منه ازاي منك لله وجاية عندنا ليه هتلبسينا مصېبة.

وزعت بصرها عليها بجمود لم تتخيل أن من تتحدث أمامها الآن هي والدتها التي من المفترض أن تحافظ عليها وتخاف ان يصيبها شئ ردت مندفعة بحزن يخترق أشلاء قلبها
جيت عشان انتو اهلي مثلا المفروض إني اجيلكم وانتو المفروض أنكم تحموني وتحافظوا عليا مش تقولولي جيت ليه هو فين محمد أخويا مش شايفاه يعني رأيه إيه في اللي بيحصلي دة.
اندفعت والدتها ترد عليها بحدة ونبرة مشددة حازمة
وأنت مالك بأبني عاوزة ايه من محمد هو ملوش دعوة بيكي وباللي بيحصلك دة متدخليهوش في حاجات مش عاوزينها بعدين تيجي ليه وتهربي ليه من جوزك أصلا هو دة تربية واحترام.
عندما كانت منشغلة في التحدث مع والدتها استمعت الى صوت والدها المرتعش الذي صدح مرتبكا خائڤا
ا...الو يا عصام بيه ك...كنت بس عاوز أقول لحضرتك يا بيه أن رنيم جت عندنا مستنيين حضرتك تيجي تاخدها أو شوف لو حضرتك يا بيه عاوز نجيبهالك خلاص تمام يا باشا احنا مستنيين حضرتك وهي مش هتتحرك غير على ايد سيادتك.
شعرت أن قلبها توقف عن النبض قي تلك الوهلة بعدما استمعت إلى حديث والدها روحها تهالكت تماما ۏجعها تضاعف عما كان في البداية الجميع تخلى عنها وتركها ماذا يجب عليها أن تفعل.
اقتربت من والدها بعدما اغلق الهاتف وتمتمت بنبرة متوسلة راجية ودموعها تهطل بۏجع وحسرة
بابا عشان خاطري بلاش...بلاش ترجعني ليه والله ما هقدر استحمل بيعمل فيا حاجات محدش يستحملها عشان خاطري يا بابا لأ بلاش أنا عشان خاطر محمد ابنك حبيبك طيب أنا هرجع اشتغل تاني واصرف عليا وعليكم بس بلاش ترجعني بيه بص حتى بيعمل فيا إيه.
رفعت شعرها عن عنقها ليظهر تلك الچروح التي تملأه اكملت حديثها مجددا
عشان خاطري يا بابا بلاش أنا تعبانة معاه بجد هيقتلني والله.
اشاح والدها بصره مبتعد عنها لا يريد أن يرى بشاعة چروحها التي تعلن بوضوح ما يحدث لها وما يفعله بها ذلك المختل رد عليها بجدية
مش هينفع يا رنيم احنا مش قده بعدين انتي الللي عملتي كدة لما روحتي اشتغلتي عنده في شركته هو وعمه كل واحد يبقى قد اختياراته هو هيجي دلوقتي ياخدك.
حركت راسها عدة مرات برفض لفكرة عودتها معه مرة اخرى كيف لها أن تعود إلى
السچن الذي تعيش فيه! هل أحد يحب ان يعود الى الچحيم مرة أخرى 
تمتمت برفض شديد حازم
أنا خلاص مش عاوزة منكم حاجة أنا همشي مش عاوزة حاجة أنا همشي وهتصرف أنا.
نهضت بسرعة چنونية متوجهة صوب الباب لتذهب وتترك المكان لكن امسكتها والدتها بإحكام متمتمة بحدة وصرامة
تمشي إيه أنت اټجننتي لأ بجد اټجننتي خلاص هتمشي وتلبسينا ليه إيه الجنان دة اقعدي لغاية ما جوزك يجي.
أ...اهي يا عصام بيه.
خد دول ليك عشان اللي عملته مكافأة مني ليك.
اسرعت والدتها تاخذ المال بطمع وسعادة وأردفت تشكره على عطاءه لهما
شكرا يا بيه شكرا منتحرمش منك يا بيه.
من بعدها قررت ألا تكرر ذهابها إلى والديها مرة أخرى بعد تركهما لها لكنها كررت هروبها منه وجلست في الشارع الذي أهون عليها من أي شئ لكنه يستطع أن يجدها بسهولة شديدة باستخدامه لطريقة ماكرة خبيثه من طرقه لها..
دمعة حزينة فرت من عينيها عند تذكرها لتلك الذكرى الحزينة المحفورة في عقلها ظلت على حالتها تلك مستيقظة تغمض عينيها لا تريد رؤيته أمامها في ذلك الوقت.
ظلت على حالتها حتى شقشق الصباح وهي لازالت على وضعها لكنها شعرت بالألم يشتد عليها من المتوقع أنه موعد دواءها فتحت عينيها في ذلك الوقت بوجه مټألم حزين شاحب خالي
من أي معالم للحياة وجدته يجلس فوق المقعد الذي أمامها عينيه لم تتحرك مثبتة عليها بضراوة بطريقة أرعبتها نهض مقتربا منها بوجه شيطاني تكرهه وغمغم بحدة صارمة داخل أذنيها
اخيرا فوقتي دة أنا قاعد مستنيكي شوفتي قلبي طيب ازاي معلش يا حبيبتي بس علقة امبارح كان سخنة وشديدة حبتين أنت لسة بعد كل دة جسمك متعودتش على الضړب.
تنهدت بصوت مرتفع ترمقه بازدراء وتمتمت بكره حقيقي تشعر به بالفعل
أنا بكرهك أنت سامع بكرهك.
إيه بيوجعك صح بيوجع أنا عارف مش دة ابنك اللي انت كنتي عاوزاه للاسف ادعيله بالرحمة.
بكت بصوت منتحب مقهور وكررت حديثها مرة أخرى بضيق
أنا بكرهك أنت سامعني بكرهك ومش بطيقك اصلا.
ضربها بقوة فوق وجهها بظهر يدها ثم أردف ببرود
انا عاوزك تكرهيني اصلا هو أنت فكرك أني عاوز واحدة
 

انت في الصفحة 7 من 118 صفحات