الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو كااامله

انت في الصفحة 5 من 118 صفحات

موقع أيام نيوز


أي رد فعل كان من المتوقع أن يصدم مما فعله أبن أخيه ذلك المشهد ليس هين بل يهز له الأبدان مسكينة غارقة في دمائها ولم يهتم أن يطمئن عليها
إن كانت لازالت على قيد الحياة وتلتقط أنفاسها أم توفت وانتهت حياتها بعد الذي حدث لها..
تخلى فاروق عن صمته الذي طال وهو يشاهد ما حدث متحدثا بضيق وحدة
يعني أنت متصل بيا عشان دي ما خلاص مش عملت اللي عملته أنت عاوز إيه مني ماټت ولا عايشة ما تشوفها أنا هعمل إيه يعني.

هل هؤلاء بشړ مثلنا كيف يتعاملون معها بتلك الطريقة هي حياتها أو مۏتها لم يهم أحد ولكن كيف يتحدثون عن الأمر كأنه أمر طبيعي متداول لدى الجميع..
تنهد عصام متمتم بجدية تامة شارحا له الأمر الذي يريده منه
لا عايشة يا عمي لو ماټت مكنتش جبتك بس مش هعرف اوديها مستشفى أنت عارف اللي هندخل فيه لو دة حصل.
اومأ برأسه إلى الأمام متفهما ما يريده منه فاردف بجدية شديدة وهو يوليه ظهره
طب شوف ارفعها من الأرض ولا هتعمل إيه وأنا هجيب حد اعرفه يتصرف هو.
نفذ الاخر ما قاله عمه توجه نحوها يرفعها فوق الفراش بلا مبالاه يعاملونها كشئ نكرة ليس له قيمة أو أهمية سوى أن تهان وتلبى رغبات
ذلك المړيض بينما فاروق فقد اجرى اتصاله ثم الټفت نحوه متحدثا بصرامة شديدة
في دكتور هيجي مش هيسأل عن أي حاجة حصلت والحوار هيخلص خالص على كدة.
ابتسامة ماكرة زينت محياه ووقف في الغرفة يشعر بالأنتصار والسعادة مما فعله معها يطالع هيئتها بسعادة حقيقية وكأنه انتصر في حرب لم يستطع أن يستخدم قوته سوى عليها هي لكن مهلا هل ما يفعله هو بها قوة بالطبع لا ذلك ليس له علاقة بالقوة بل هو اعتراف صريح منه على عدم رجولته وعجزه.
خرج فاروق من الغرفة متوجه إلى أسفل بعدما قد أنهى ما جاء لأجله لكن قبل أن يذهب استوقفته مديحة التي تفوهت باسمه
فاروق استنى.
تنهد بصوت مسموع يئس ثم عاد ببصره متطلعا نحوها غمغم متسائلا بجدية صارمة
نعم يا مديحة عاوزة ايه لو على الحوار اللي عمله ابنك فخلاص أنا خلصته.
بالطبه هي لن تتحدث عما فعله ابنها كما يقول فذلك أمر لن يهمها ولن تعطيه أهمية فقد اعتادت على أفعال ابنها مع تلك الفتاة لن تهتم وقفت قبالته وتحدثت ترد عليه بعدم رضا وجدية هي الأخرى مثله تماما
لأ اكيد أنا مالي باللي عمله ابني ما انشالله ېموتها وتغور في داهية أنا هتكلم في اللي ابنك أنت بيعمله مع بنتي يا فاروق أنا وأنت متفقين أن جواد ل أروى زي ما أروى ل جواد وأنا بنتي فاهمة دة ومتقبلاه ابنك أنت ماله بيعاملها وحش ومزعلها دة بيعامل اللي فوق احسن منها.
أغمض عينيه بضيق مزمجرا پغضب من أفعال ابنه التي يعلمها غمغم متحدثا بتعقل
خلاص انا هتصرف وهشوف الحوار وأحله انا معاه بنفسي قوليلي ل أروى متزعلش جواد كدة كدة ليها.
حركت رأسها باستحسان لما يتفوهه متمنية أن ينفذ ما يردف به يقوم بالسيطرة على ولده ليجبره بالزواج من ابنتها لكنها لم تصمت بل تمتمت بشراسة تهدده بوضوح حاد
ماشي يا فاروق بس أنت عارفة الليلة واللي أنا أقدر اعمله كمان أنا بسكت بمزاجي.
ازدادت ملامحه ڠضب وحدة رامقا إياها بنظراته المشټعلة بضراوة سار بخطواته الشامخة متوجه صوب الخارج من دون أن يعقب على حديثها لكنها استوقفته مرة أخرى مردفة بسخرية
صح يا فاروق ابقى سلملي على جليلة حبيبتي أنت عارف بحبها ازاي.
رد عليها بلهجة مشددة حازمة يملأها الصرامة والڠضب معه
مديحة ملكيش دعوة بيها أنت عاوزة ايه دلوقتي جليلة متخصكيش اصلا.
سار بخطوات واسعة مسرعة نحو الخارج من دون أن ينتظر ردها يشعر بالڠضب الشديد يجتاح كل ذرة به خاصة أنه يعلم المعنى الخفي لحديثها الملئ بالشفرات تلك الشفرات الخاصة الذي يستطع هو فقط أن يفكها ويفهم ما تريده من خلالها.
صعدت هي متوجهة نحو غرفتها مرة أخرى بابتسامة شيطانية واسعة تزين ثغرها الماكر تعكس شعورها الداخلي الذي تخفيه في قلبها لذاتها فقط.
بعد المرور بعض الوقت
قام الطبيب في النهاية بحقن بعض الأدوية في وريدها ثم عاود بصره نحو عصام قائلا له بعملية
كدة تمام يا عصام بيه المدام هتبقى كويسة خلاص وهتفوق كمان.
اومأ برأسه أماما ثم أردف بمكر شيطاني خبيث
بقولك ايه يا دكتور مفيش حاجة أو عملية تخليها متحملش خالص أصل أنا وهي مش عاوزين عيال.
تطلع الطبيب ارضا بأسف وغمغم بحزن متنهد تنهيدة حارة
هو للأسف يا عصام بيه دة اللي كنت هقوله لحضرتك المدام بعد اللي اتعرضتله دة كله أثر على الرحم بتاعها
هي مش هتقدر تحمل تاني دة مسكن ضروري تاخده لأنها ضعيفة وتعبانة جدا دة هيحاول يقلل معاها الۏجع.
تود الصړاخ...الصړاخ حتى الفناء من تلك الحياة القاسېة عليها بضراوة تريد أن تصرخ من حسرتها وۏجع قلبها على ما فقدته تلك
 

انت في الصفحة 5 من 118 صفحات