الخميس 12 ديسمبر 2024

ونس بقلم ساره مجدي

انت في الصفحة 10 من 34 صفحات

موقع أيام نيوز


أيه
قالت آخر كلماتها بغرور وتكبر ليرفع أديم حاجبيه بضيق وهو يعيد لنفسه حديثها قعدت معاها وأتكلمنا شويه أخليها هي تقعد وأقوم أنا أخدمها 
وحين ظل صامتا أكملت هي كلماتها قالت مش علشان أنت قلبك طيب وبتعطف على أي حد ده هينفي كونها مجرد خدامه يا أبيه وظيفتها أنها تخدمنا وتشوف طلبتنا وتنفذها وأنا بتعامل معاها على الأساس

ده وده بعيد تماما عن أسلوب ماما في التعامل مع الخدامين إللي في القصر وأظن ده واضح ليك 
لم يستطع أن يعلق على كلماتها لكن ذلك الألم الذي يشعر به داخل قلبه كيف يتخلص منه فقال بهدوء كلمه خدامه في حد ذاتها ټجرح يا نرمين كلمه دورها تخدمنا توجع إنك لما تكلميها بأمر غير لما تطلبي منها بأدب
تشتعل ڼار بداخلها وهي تقف أمام أديم تقول بصوت عالي ما أبوس إيديها بالمره علشان تقبل تعملي النسكافيه
أنا مقولتش كده بس بدل ما تقوليلها إعمليلي نسكافيه ممكن تقوليلها إعمليلي نسكافيه لو سمحت
اجابها بهدوء لتقول برفض لو سمحت وليه أتعبها ما أروح أنا أعمله بنفسي وخلاص
ممكن برده فيها أيه
كل ذلك الحوار كانت تتابعه ونس من خلف تلك الستارة التي تفصل باب المطبخ على صاله البيت وداخلها شعوران مختلفان سعيده بكلمات أديم ووقوفه أمام أخته بسببها وشعور ضيق وأختناق من نظرة نرمين ليها وغرورها وتكبرها تحركت خطوه واحده ودفعت باب المطبخ حتى يعلموا أنها قادمة وخرجت من خلف الستارة وتقدمت من الطاوله تضع الكوب وهي تقول أتفضلي
قالت نرمين وهي تعود جالسه واضعه قدم فوق الأخرى لا أدخلي نظفيهم وهوي الأوض كويس وخصوصا أوضة أديم بيه
لتومأ ونس بنعم وتحركت
من فورها تحضر أدوات التنظيف وأختفت داخل إحدى الغرف ليشعر أديم بالإختناق من كل ما حدث فأخذ فنجان قهوته ودلف إلى الشرفة يجلس هناك لتنفخ نرمين پغضب وهي تغمغم أنا لازم أشوف حل في البنت دي
يقف في نفس المكان الذي يذهب إليه كلما أراد مقابله شخص ما من أعوانه أو إجراء بعض المكالمات التي لا يريد لأي شخص أن يستمع إليه حتى ولو صدفه حتى لو كان مجرد شخص يمر من جواره صدفه ولا يعرف حتى من هو لكنه دائما يريد أن يكون في الأمان وهذا المكان يوفر له كل ما يحتاجه منطقه بعيدة تماما عن قصر الصواف وعن المؤسسه وبعيد أيضا عن أي عمار مجرد صحراء واسعه الإضائه بها قليله فلا تستطيع تحديد معالم أي شخص يقف هناك ولذلك يحب ذلك المكان شعر بحركه خلفه ليلتفت ينظر إلى
القادم في إتجاهه وقال أتأخرت ليه
معلش بقا يا كبير كان في أيدي مصلحه وكان لازم تخلص
أجابه وهو يشعل سېجارة وينفخ دخانها في الهواء وأكمل كلماته قائلا أمرني يا كبير هو المندوب معملش إللي عليه ولا أيه
بيعمل بس أنا عايزك في حاجه تانيه
قالها طارق بابتسامة جانبية ليقول الرجل الذي يقف أمامه علم وينفذ يا كبير
ليبتسم طارق بشړ وهو يقول لنفسه هانت هانت يا عيلة الصواف
تجلس في منتصف سريرها تبحث في هاتفها عن تلك المواقع التي يتم الإعلان فيها عن الشركات والأماكن المختلفه التي تطلب موظفين هي تعلم جيدا أن لن تكون لديها فرصه حقيقة أو سهله في الحصول على وظيفه بسبب عدم عملها قبل ذلك لكن ما يشجعها أن مجالها يمكن العمل فيه بسهولة إذا كان هناك إتقان لكن الإعلان منذ يومان هل من الممكن أن تذهب الأن عادت تقرأ ما كتب في الإعلان من جديد مكتب هندسي يطلب موظفين في المجالات التالية الهندسة المعماريه والهندسة المدنية ديكور محاسبين ومترجمين سكرتيرة وعامل بوفيه وفرد أمن المقابلات بدايه من الغد أي منذ الأمس هل هناك فرصه ظلت تفكر لكنها لا تجد إجابة لذلك قررت الذهاب وسوف تعلم بنفسها غادرت غرفتها بعد أن أبدلت ملابسها وإرتدت بدله كلاسيكيه بعض الشيء لكنها أيضا عصريه ترسم قدها الرشيق كانت تنزل درجات السلم وهي تشجع نفسها على ذلك القرار التي ظلت لأيام وأيام تفكر فيه أن الخروج من دائرة إبنة عائلة الصواف والخروج عن نهج شاهيناز هانم السلحدار أمر صعب يصل حد المحال لكنها لن تتراجع مهما حدث لن تنتظر أديم أكثر من ذلك ولن تتهاون في حق نفسها وقلبها هو لا يراها وهي سوف تلتفت إلى نفسها سوف تصب كامل تركيزها على كاميليا فقط ف كاميليا هي من تستحق كامل تفكيرها وحبها أنتبهت من أفكارها حين أنتهت درجات السلم ووجدت نفسها تقف أمام
شاهيناز التي قالت بأندهاش أنت رايحه فين يا كاميليا
ظلت صامته لعدة ثوان ثم رفعت حقيبتها فوق كتفها وقالت بهدوء رايحه مقابلة شغل أدعيلي يا أنطي
ضيقت شاهيناز ما بين حاجبيها پصدمه وقالت ببعض الاستهجان مقابلة شغل فين أنت ناسيه أنت مين وبنت مين وبعدين قولتلك قبل كده أشتغلي في المؤسسة على الأقل يكون ليكي فرصه مع أديم
ظلت صامته تستمع لكلماتها بهدوء فهي كانت متوقعه لتلك الكلمات وبنفس الترتيب حتى أقتربت خطوه من مكان جلوس شاهيناز وقالت أنطي أديم لا شايفني ولا هيشوفني ومليش خلاص فرصه معاه وبعدين أنا مش هفضل راهنه نفسي بيه أنا أستاهل أني أتحب أستاهل أنه يتعمل علشاني المستحيل مش أنا إللي أعمل المستحيل علشان حد وكمان مش شايفني
صمتت لثوان ترى تأثير كلماتها على وجه شاهيناز ثم قالت وبما أني قررت أشتغل فأنا عايزه أنجح بمجهودي مش باسم عيله الصواف ولا في مؤسسة عيلة الصواف
خيم الصمت عليهم لكن الڠضب كان يرتسم على ملامح شاهيناز بوضوح لكن ذلك لم يؤثر في كاميليا ولم يرجعها عن قرارها وتصرفات حاتم ونرمين ومن قبلهم أديم أمام عينيها كل منهم أخذ موقف وأصر عليه ولم
تستطع من تجلس أمامها الإعتراض أو إيقافهم لذلك هي لن تتراجع وبدون أن تسمح لشاهيناز بأي كلمه قالت بهدوء يصل حد البرود بعد إذنك وإدعيلي
بالتوفيق
وغادرت من أمامها دون أن تستطيع منعها أو حتى الحديث والمعارضه وكانت شاهيناز من داخلها بركان من ڠضب أن خيوط اللعبه التي كانت تمسكها بيدها تتقطع الواحده تلو الأخرى والعقد التي دفعت عمرها بأكمله حتى تحافظ على تماسكه أنفرط أمام عيونها ولم تستطع الحفاظ عليه لكن أخر حبات ذلك العقد هو طارق وهي لن تستسلم صحيح أديم هو ولدها الوحيد وهو كبير العائلة لكن حان الأن موعد كسر شوكته وإذا سقط أديم سقط الباقي تباعا أسفل قدميها لذلك هي لن تنتظر أكثر من ذلك وسوف تنفذ ما قررته دون تردد
أنتهت ونس من تنظيف الغرف لكنها وقبل مغادرتها لغرفة أديم تأكدت من أن الباب مغلق جيدا وأقتربت من الخزانه وبدأت في البحث على ما تريده وما جائت إلى هنا من أجله بالأساس هي تعلم وحدثها يخبرها إنها تبحث في المكان الخطأ لكن لا تستطيع تفويت تلك الفرصه فلتتأكد من خلو هذه الغرفة مما تريد حتى تستطيع البحث في مكان أخر شعرت بحركة خارج الغرفة لتخرج سريعا بعض الملابس من الخزانه ووقفت تعيد ترتيبهم وكأنها تعمل بجد أبتسم أديم حين رأها وقال بهدوء شكرا يا ونس بجد على مجهودك في البيت من وقت ما أنت بقيتي موجودة هنا وكل حاجة في البيت بقا ليها شكل جديد وكأني بقيت في الجنة
أبتسمت بخجل لكلماته التي أسعدتها حقا وجعلتها تكتسب ثقه أكبر أنها أستطاعت تحقيق ما تريد وأستطاعت إثبات قدراتها التمثيليه على أكمل وجه وضعت أخر قطعة ملابس في مكانها وأغلقت الخزانه ثم ألتفتت إليه
تقول بخجل حضرتك بس إللي ذوق أوي ومش بتحب تكسر بخاطري أنا معملتش حاجة شقة حضرتك أصلا ما شاء الله مميزة وراقيه
كان يستمع إلى كلماتها وهو يشعر من داخله بأن هناك جزء صغير من قلبه تعلق بتلك التي تقف أمامه خاصة مع شعرها الغجري الذي يحيط وجهها بكثافته وتموجاته التي مهما حاولت تجميعها لابد أن تنفلت منها إحدى الشعيرات لتغطي عينيها وبملامح وجهها التي تسكر روحه من كثرة برائتها إنتبه من أفكارة وقال بأبتسامة حلوه بجانب فمه أنا مش بقول أي كلام أنا بقول الحقيقة وبعدين ده بيتي وأنا إللى كنت عايش فيه قبل حضورك وبعده وأنا إللي حاسس بالفرق مالك أنت بقا
لتبتسم بسعادة وهي تتحرك تلملم أغراض التنظيف وكادت أن تخرج حين قال ونس
ألتفتت إليه تقول بهدوء نعم
ولا حاجة أنا بس بحب أنطق أسمك بيحسسني أني مابقتش وحيد
لم تتحمل كل هذا لتغادر الغرفة سريعا تلاحقها ضحكاته
وقفت في المطبخ تفكر أن ما تريدة غير موجود بغرفته ولا بغرفة نرمين ومؤكد ليس في الحمام أو المطبخ تبقت فقط غرفة المكتب والحاسوب الخاص به كيف تفعل هذا أنتبهت لصوت حركة في الخارج ثم صوت التلفاز لوت
فمها بضيق من بقاء نرمين في البيت أنها لا تعطيها مجال للحركة بحرية لكنها سوف تدخل إلى الغرفة واليوم غادرت المطبخ والفكرة واضحه في رأسها هي في الأساس أمر طبيعي ووارد حدوثه لكن لتضيف إليها بعض البهارات الحارة حتى يحدث الإشتعال قريبا لكن نرمين أوقفت تقدمها وهي تقول رايحه فين
كنت هسأل أديم بيه على حاجة
أجابتها ونس بهدوء لتقول نرمين بغرور وتعالي غير مقصود حاجة أيه قوليهالي أنا
أبتسمت ونس إبتسامة صفراء وهي تقول عايزه أدخل أنظف أوضه المكتب بس لازم أخد إذنه طبعا علشان لو هو مش عايز يعني
شعرت نرمين بالضيق أنها لن تستطيع أن تقول لتلك الواقفه أمامها تشعر أنها تتحداها أي شيء بشأن ذلك الأمر ف بالفعل لابد أن تسأل أديم وهو من يقرر لكنها رفعت أنفها بشموخ وقالت أوك
وأعتدلت من جديد في جلستها تشاهد التلفاز لتغادر ونس وفوق شفتيها أبتسامة إنتصار
فتحت سالي عيونها بتكاسل وابتسامة رقيقة تزين ثغرها كان هو يتابع كل ذلك بأبتسامة سعادة ف بعد ما حدث بينهم منذ عده ساعات لم يستطع النوم أنه دخل وأخيرا إلى عالمها المميز ولامس روحها وكسر
القشرة السميكة التي كانت تغلق نفسها بها أخذها من عالمها الذي لا يحوى إلا الفراغ والتساؤلات التي لا تجد لها إيجابه إلى عالم أوسع رحب مليىء بالسعادة بسماء صافيه وعصافير
مغرده وبحار واسعه سهل الإبحار فيها حتى مع أمواجها العاتيه في بعض الأحيان تمطئت بتكاسل لتتسع إبتسامته وأقترب من أذنها يهمس أصحي بقا يا كسلانه وحشتيني
لتفتح عيونها تنظر إليه لتلمع جرات العسل التي تسكن عيونها أمام عينيه التي تعشق كل تفاصيلها وقالت بصوت ناعس صباح الخير ياحبيبي
لم يصدق أذنيه وهو يسمع منها تلك الكلمة صحيح أنها لم تتوقف عن تكرارها في
ساعاتهم الماضيه معا لكن أن تقولها الأن بعد أنتهاء فورة
 

10  11 

انت في الصفحة 10 من 34 صفحات