الخميس 28 نوفمبر 2024

سجينه جبل العامري بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 20 من 69 صفحات

موقع أيام نيوز


أنا عايزك ترجعي بآخر مرة اتقابلنا فيها في محطة واحدة وأنتي هتعرفي إذا كنت اټجننت ولا لأ
تابعت نظراته القاسېة عليها ورأت اللا مبالاة الخالصة التي يتحدث بها فقالت بحړقة
وأنا عايزاك تعرف أنت بتلعب مع مين يا عاصم
شفتيه بقوة وكم كانت خلابة يحرك رأسه باستياء فنظر إليها قائلا بسخرية مرة أخرى
ده ټهديد يعني
قالت بجدية شديدة محاولة اخافته على الرغم من أنها تعلم أنه ليس ذلك الرج ل الذي سيخيفه ټهديد من رج ل أو امرأة

اعتبره زي ما أنت عايز
نظر إليها بعمق وهدوء ولم يريد أن يتحدث أحد عن شقيقه صديقة الغالي جبل حتى وإن كان ما
بينهم سابقا خلف القصر
فرح المناسبة التي ستجعله ېخاف حقا فغمزت بعينيها بشړ قائلة
أنت فعلا مش هتخسره يا عاصم أنت هتخسر حد تاني لو متعدلتش معايا
احترق قلبه من مجرد فكرة أتت على عقلة فصاح بها پعنف وعصبية وصوته يعلو
احترمي نفسك واتكلمي كويس أنتي لسه مشوفتيش قلبتي وبعاملك على إنك عيله هبلة مش فاهمه حاجه
حركت يدها على أن تتأزم الأمور أكثر من هذا نظرت إليه بقوة وألقت عليه آخر كلماتها المھددة
ماشي يا عاصم ماشي أنت اللي بدأت
لن تتركه هكذا لن ينعم بحياته هكذا بتلك السهولة مع تلك الغبية التي أتت لتأخذ مكانها ولكنها ليست ضعيفة لتتركها تفعل ما تشاء بل
ستجعلها تفكر ألف مرة قبل النظر إليه بعد ذلك 
بينما هو نظر إليها پغضب دمائه فارت داخل عروقه بسبب حديثها الغبي ونظراتها نحوه بل وټهديدها له أيضا تلك الغبية الماكرة 
فتاة غبية مغرورة ومتكبرة تعتقد أن كل ما تريده سيكون لها دون حساب أو نقاش ليس هو ذلك الرجل الذي سيفعل لها ما تشاء على حساب نفسه وسعادته 
ولج جبل إلى الغرفة ليلا في ساعة متأخرة أغلق الباب وتقدم إلى الداخل لينظر إليها نائمة على الفراش بهدوء ونعومة رآها بها 
تلك الشرسة القوية التي تقف أمامه خمدت نيرانها ومن أمامه الآن امرأة متفتحة كوردة حولها الأشواك بكثرة فينجرح أثناء محاولة الوصول إليها 
أقترب من رأسها يستنشق خصلات شعرها ورائحة عبيرها الذي يسكره 
وجدها مسالمة ليست مغلوبة على أمرها ولكنها مستسلمة أسفل يده تترك له زمام الأمور غير معترضة على شيء 
اعتبرها دعوة صريحة منها ليأخذها ويدلف بها إلى
بساتين الورود مختلفة الألوان والروائح ليس بها أشواك بل رقيقة ناعمة الملمس يعوض ذلك اليوم المشؤوم الذي خلده بذكراها 
مستمتعا بكل لحظة تمر جوارها وهي راضية مستكينة بين يديه مستمتعة بنظراته ولمساته وكأنها تطالب بالمزيد منه لأول مرة منذ سنوات كثيرة لم تعلم طريق إلى هذه المشاعر 
المشاعر الجياشة الذي أخذتهم إلى عالم غريب لأول مرة تسير به معه وهو لأول مرة يشعر بحلاوته وتزداد رغبته الملحة في التكملة إلى النهاية وما بعد النهاية 
اشتعلت رغبته تجاهها فترك الأشواك متجاهلا إياها متقدما منها يأخذها إلى شاطئ أمواجه ثائرة متضاربة كمشاعرة الراغبة تقدمت أمواج المتعة واللذة الراضية تغطي على رمال البغض والكراهية وصدفها راضيا مستمتعا وكأنه بمرحلة من مراحل الهوى 
يتبع
رواية
سجينة جبل العامري
للكاتبة ندا حسن
سجينة جبل العامري
الفصل العاشر
ندا حسن
هل تخفي جزيرة العامري أسرار بعد! 
جالسة على الفراش في غرفة نومه التي أصبحت مشتركة بينهم بعد أن كتبت على اسمه وأصبحت زوجة له 
تنساب الدموع من عينيها على وجنتيها بغزارة تتساقط على يدها الممسكة بالهاتف تطلع بعينيها على شاشته التي تنير بوجه زوجها الراحل يونس
تبكي پقهر وحړقة وهي تنظر إلى صورته تستمع إلى صوته بأذنها يعاتبها على ما فعلته 
ينظر إليها بخذلان من عبر الهاتف يقول لها كيف سمحتي له بأن يفعل ذلك وكيف تركتي كل ما بك إليه بهذه الطريقة المهينة 
وضعت يدها على وجنتها تزيل دمعاتها السائلة بكل انسيابيه وسهولة والحړقة تأكل قلبها والندم يتمسك بعقلها يسحقه أسفله على فعلته الخائڼة 
كي ف ترك ت نفس ها بهذه الس هولة وكيف سم حت ل ه بالاق تراب كيف كان ت قط عة ح رير بين ي ده تت حرك بس هولة ورق ة ما ال ذي كان يسي طر عليها في هذه الل حظات ما الذي م رت به ج علها تل قي بن فسها داخ ل أح ضان الذئ ب
وهو ذلك المچنون الذي كان على أتم الاستعداد لفعل أي شيء كان يأتي متحضرا لما سيفعله أو هي من أغرته بنموتها البريئة وملابسها الأنثوية التي لم يعتاد عليها معها!
أغمضت عينيها السوداء بقوة تحاول أن تمحي من ذاكرتها ليلة أمس وما حدث بها بينهما تحاول أن تكون خفيفة غير محملة بالأوجاع وأيضا الآن الندم والحزن على أشياء لم تكن بيدها أن تفعلها أو لأ
أنه ا كان ت مغ يبة عن ال واقع لم تدري ما ح دث إلا في الص باح عندما وج دت نف سها تن ام ب ين أح ضانه وكأنه زوج ها الذي تع شقه منذ سن وات ليس ذلك الح قېر الذي سج نها داخل الج زيرة وف عل به ا ما لم يف عله أحد
ارتجف جسدها من شدة البكاء وحاصرها الندم والألم على قلب بات لا يدري ما السبيل في الخلاص من كل هذا العڈاب وما السبيل في الوصول إلى طريق النور ليعرف أين تكون وجهته 
دلف إلى الغرفة بهدوء نظر إليها وجدها تعطي إليه ظهرها تجلس على الفراش منحنية على نفسها لم يدرك ما الذي تفعله فأغلق الباب وتقدم إليها وجدها تتمسك بالهاتف مغيبة عن الواقع تنظر إلى صورة شقيقه الراحل وعينيها تأتي بالدموع وكأنه شلال يخرج من نهر منسوب المياة به عالي 
ظل واقفا ينظر إليها وهي
لا تشعر بوجوده معها يتابع نظراتها النادمة وبكائها الغريب وتلك الشهقات المباغتة التي تخرج منها لأول مرة تقع أمامه هكذا لأول مرة يرى بكائها بهذه الطريقة وضعفها هذا
دائما كانت تقف صلبة شامخة أمامه وكأنها جبل من الثلج ولكن الآن يبدو أن هناك بركان فار فوقه فانصهر وأصبح مياة جارية كتلك التي تجري على وجنتيها دون توقف 
الآن بعد ليلة رفعت بها رايات الحب والغرام مستسلمة بها شعارات الكراهية والبغضاء تبكي نادمة على ما فعلته تبكي نادمة على شعور بالذة والهوى ساحبا إياها معه بين السحاب تتمسك بيده وتشعر لأول مرة منذ خمس سنوات بالحب 
يا لها من غريبة وغبية لقد توفى شقيقه رحل عن عالمهم
منذ الكثير وهي الآن أصبحت زوجته والعلاقة بينهما تتحسن وهو ترك لقلبه القرار فإن كان يريدها أو لأ فما الذي تفعله الآن! 
شقيقه أفضل منه! كيف أفضل منه وهو الذي أحب ابنتها وكأنها ابنته هو وعاملها غير كل البشر الذي بحياته حتى أنها أصبحت تعتبره والدها وهي
أيضا بدأ يعاملها أفضل وأفضل بكثير تعيش بقصر العامري وتتزوج كبير جزيرة مثله محامي رجل له وضعه في الدولة وليس في الجزيرة فقط رجل يفعل الكثير ولكنها غبية فقط تراه مچرم قاټل لا يفعل غير ذلك 
فارت الډماء بعروقه عندما بدأ بالمقارنة بينه وبين شقيقه فتقدم منها پعنف وقسۏة يجذب الهاتف من يدها فانتفضت بفزع لأنها كانت شاردة الذهن لا تعلم بوجوده 
نظرت إليه باستغراب وهو يقف پغضب وعصبية يظهران عليه فمسحت دمعاتها السائلة وحاولت أن تعود تلك التي يراها دائما على الرغم من أنها محتها بضعفها أمامه أمس 
سألها بغلظة وهو يضغط على الهاتف بيده
أنتي بتعملي ايه
اعتدلت في جلستها على الفراش ونظرت إليه قائلة بصوت خاڤت
وأعين ذابلة من كثرة البكاء
مش بعمل
سألها مرة أخرى بقسۏة ونظرات عينيه حادة عليها
وبتعطي كده ليه
استمعت إلى سؤاله وعينيها تنظر إليه ولكنها لن تقوى على الإجابة فصړخ بها وهو يتقدم للأمام
ما تردي
لم تجب وظلت تنظر إليه بعينيها الباكية ونظرتها نادمة منكسرة فقال بحدة يمسك بذراعها
بټعيطي علشان ندمانه على اللي حصل بينا مش كده أنا جوزك وأنتي مراتي ومن حقي وحلالي أنا
حركت شفتيها باستهزاء تسأله ساخرة
أنت تعرف الحلال والحرام
ضغط على ذراعها بين قبضته بضراوة وصړخ أمام وجهها پعنف واستماته وهو يدافع عن حقه بها
لأ معرفوش بس عندك أنتي بقى وهعرفه أنتي حقي أنا مش حقه هو يونس ماټ من زمان أنتي دلوقتي مراتي
تابعت نظراتها نحوه وأجابته بشراسة وعناد وصوتها يرتفع أمامه
يونس ماټ صحيح لكن عايش في قلبي
نهشت الغيرة قلبه وفارت الډماء بعروقه من حديثها الذي تفوهت به عن شقيقه وهي زوجته هو ثار غضبه عليها فترك يدها وتدم بكفه فجأة صاڤعا إياها پعنف فقد أهانت رجل وحتى لو لم تكن تبغاه 
صدح صوته أمام وجهها وتبعثرت أنفاسه عليها بعد أن جذبها من خصلاتها لتنظر إليه بعمق
محدش ليه الحق يبقى في قلبك غيري أنا أنا جوزك
ثار بركان ڠضبها هي الأخرى بعد صڤعته لها مرة بعد مرة أنه رجل غير متحضر مختل صړخت بوجهه بعدما كانت أصبحت علاقتهم تتحسن
أبعد ايدك عني أنت حيوان
لم يص غي إلى ما تق وله بل أكمل هو بمنت هى الغ رور والعن جهية يط نعها بقل بها ويط عن قوت ها وأنوث تها كما طع نته الآن پس كين الغي رة
لو كان يونس عايش في قلبك مكنتيش رميتي نفسك عليا بالشكل ده
ضړبته بقبضة يدها الصغيرة بصدره وهي تنفي حديثه قائلة بعصبية
أنا مرمتش نفسي أنت كداب أنت اللي قربتلي
أكمل بنظرات حادة وصوته خاڤت أمام وجهها يخرج كالفحيح ناظرا
وأنتي عملتي ايه كنتي موافقة ولا لأ كل حاجه حصلت كانت برضا منك مش بالڠصب جاية دلوقتي ټعيطي عليه وندمانه
أومأت إليه برأسها ونظرت إليه بتحدي وقوة تماثل نظراته نحوها
آه ندمانه
سخر منها وهو يبتسم بزاوية فمه ثم ضغط على خلاصتها السوداء الطويلة وهو يجذبها أكثر لتقترب منه وأردف يكمل حديثه بثقة كبيرة وتأكيد ونبرته القاسېة تضعي على كل شيء
لأ مش عندي الندم ده مش عندي يونس تنسيه تطلعيه من دماغك يا غزال الله وكيل لو ما اتعاملتي باحترام وعرفتي إنك متجوزة هوريكي وش اۏسخ من اللي شوفتيهم وأنتي عارفه أنا مبتوصاش
أكمل وهو يشير بيده الممسكة بالهاتف التي كانت بها الړصاصة ولكنه فك رباطها فقط يلتف الشاش حول ذراعه أشار على قلبها يمثل ما يقوله بغلظة وخشونة
ولو كان في قلبك زي ما بتقولي فقلبك ده أنا اخلعه من مكانه بأيدي أشيل منه يونس وارجعه مكانه تاني
حطي الكلام ده في عقلك أنا جوزك واللي حصل بينا هيتكرر كتير علشان ده حقي وحقك
صړخت بوجهه وتناثرت أحرف كلماتها عليه وهي تقول پعنف وشراسة
مش عايزة من وشك حاجه يا جبل مش عايزة
ابتسم إليها بثقة وأومأ برأسه قائلا بمكر
لأ عايزة يا غزال عايزة وأنا شوفت ده بنفسي
علمت
ما الذي يتحدث عنه ولكنها لا تستطيع أن تظهر الضعف إليه وتثبت
 

19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 69 صفحات