مزيج العشق نورهان محسن
الخاتم زاد جمالو لما لبستيه
تنحنحت كارمن برقة غافلة عما فعلته به بحركتها احنا مش هناكل الاكل هيبرد
بدأوا في تناول الطعام في جو حميمي يتسم بالدفء والعاطفة والمرح وتحدثوا عن العديد من الموضوعات واكتشفوا أشياء أخرى كثيرة مشتركة بينهم
لقد استمتعت بالحديث معه كثيرا حيث اكتشفت العديد من جوانب شخصيته التي لم تكن تعلم بوجودها وتدريجيا نسيت توترها ودخلت في محادثات شيقة معه
انقطع حديثهم بسبب ذلك الصوت الأنثوي الرقيق
نظرت كارمن إلى من حطمت سحر جلستهم الرومانسية
أومأ أدهم برأسه ترحيبا بها وهو يبتسم ابتسامة ساحرة جعلت قلب كارمن يغلي من الغيرة الحاړقة رغما عنها فهي لا تريده ان يبتسم هكذا لغيرها ابدا ولكن صعب جدا أن تتحدث المرأة عن غيرتها على الحبيب ولو كانت دماؤها مترعة بتلك الغيرة ومشاعرها تحترق
سبلت رانيا عينيها قائلة برقة بخير بشوفتك اكيد حلوة جدا الصدفة دي وبعتذر لو قطعت حديثكم
ادهم ببساطة مفيش مشكلة
أضاف موجها حديثه إلى كارمن بإبتسامة دي رانيا من عارضات الازياء المميزات في الشركة اقدملك كارمن
مراتي والمدير التنفيذي للشركة
مدت رانيا يدها لكارمن لتصافحها قائلة بابتسامة حلوة اهلا وسهلا بحضرتك يا مدام اتشرفت بيكي
رانيا ميرسي عن اذنكم معايا صحابي
ادهم بهمس عميق دافئ ايه اللي واخذ تفكيرك وانا معاكي
ووقفوا معا ورافقها إلى حلبة الرقص
ادهم بغمزة براحتنا محدش له عندنا حاجة
رفعت كارمن وجهها إليه ونظرت عيناها الزرقاوتين إلى عينيه بحب يغطي كيانها بدون كلمات
ف للعيون لغة صريحة خاصتا عندما تركز على وجه الحبيب وتترجم المشاعر له بخجل وتلقائية دون اللجوء إلى الكلمات
لتنتهي الأمسية بقضاء لحظات جميلة محاطة بالدفء والعاطفة وانجذاب واضح تجاه بعضهم البعض
ابتسمت كارمن بسعادة وهي بين يده التي احتوتها وشعرت أنها في مأمن معه حقا
نهاية الفصل الثلاثون
السهرة الرومانسية
في قصر البارون
كانت نادين جالسة على الكنبة بإسترخاء وتبدو في حالة سكر شديد وأمامها زجاجة نبيذ وكوب في يدها اليسرى بانتظار وصولهم
تحدثت نادين بلسان ثقيل وقامت من مكانها
وسارت نحوهما مترنحة في مشيتها انت اتأخرت ليه كدا يا حبيبي وسايبني لوحدي تؤ تؤ انا زعلانه منك اوي
على عكس حالة كارمن التي صدمت بشدة من الوقاحة التي تراها من نادين لم تكن تعلم أنها تشرب الكحول من الأساس
ادهم بإزدراء انتي اټجننتي يا نادين ايه اللي انتي عاملة في نفسك دا
نادين برقه متصنعه كنت عايزة اتكلم معاك شوية
يا بيبي
زفر أدهم ونظر
إليها ليقول ببرود راغبا في إنهاء هذه الفقرة بسرعة ماشي
تمتمت بإبتسامة باهتة لا انا هطلع اشوف ملك
غادرت كارمن وتركتهم دون أن تسمع رده لتظهر علي شفتي نادين ابتسامة خبيثة
صاح أدهم بحدة مبتعدا يدها عنه ورجع خطوة إلى الوراء انتي عايزة توصلي لإيه بالظبط من عمايلك دي يا نادين
رمشت نادين بتوتر من هجومه العڼيف عليها كالمعتاد منه ثم صاحت به في عصبية جرا ايه يا ادهم بتزعقلي ليه مش كفاية خرجت مع الهانم وانا عمرك ماخرجتني معاك في اي سهرة
ادهم بإشمئزاز لاني ماليش في سهراتك رقص طول الليل وشرب واماكن ژبالة مش مناسبة لزوجة محترمة تكون فيها اساسا القرف اللي انتي عايشة فيه دا خلاص مش هقدر اتحملو كتير
صاحت نادين في سخط وعيونها حمراء من الشرب ما انت عارف اني كدا من الاول وماحاولتش تسيبني فجأة كدا دلوقتي مش قادر تستحمل
اردفت پحقد اكيد عشان خاطر الهانم طبعا
نادين پخوف وضعف لا يا ادهم انا مقدرش ابعد عنك ماتسيبنيش خلاص مش هتكلم في حاجة بس من فضلك وصلني لجناحي مش هقدر اطلع لوحدي
عند كارمن
كارمن بدهشة معقولة يا ماما صاحية لحد دلوقتي
ابتسمت مريم بنعومة وقالت بحنان من امتي يا قلب ماما بعرف انام قبل ما اطمن عليكي هو صحيح ادهم معاكي ودا مطمني بس قلبي مايطوعنيش برده
بعد برهة تنهدت بحرارة وقالت بحزن ربنا يخليكي ليا يا ماما
سألت مريم بقلق وهي تمسح شعرها بلطف وقد شعرت أن شيئا ما يزعج ابنتها مالك يا حبيبتي حصل حاجة ضيقتك في الخروجة
خرجت
عادت تتحدث بصوتها الطبيعي مردفه بإمتعاض ودلوقتي هي تحت وادهم معاها
لم تتفاجأ مريم بما تسمعه فقد أخبرتها ليلي عن تصرفات نادين الخرقاء لكن حدسها يقول إن هناك تطورا في مشاعر كارمن تجاه أدهم
رفعت مريم حاجبيها قائلة بمكر بتغيري عليه منها صح
أومأت كارمن إليها وموجة من الضيق تجتاح مشاعرها من مجرد التفكير في أن يبقي أدهم مع نادين ولا يعود إليها
مريم بصوت هادئ الغيرة اكبر دليل علي انك بتحبيه يا كارمن
ابتلعت كارمن غصه تشكلت في حلقها ثم أجابت بصدق وألم وامتلأت عيناها بالدموع ايوه يا ماما بحبه الاحساس للي بحسه معه غير احساسي مع عمر خالص لما بكون معه او بفكر فيه قلبي بحس ان دقاته مختلفة بتعجبني سيطرته في كل حاجة حتي لو مش علي هوايا بكون مبسوطة بتعليقاته علي ابسط تفاصيلي بس دلوقتي حاسة اني مضايقة اوي من الغيرة اللي مولعه في قلبي مش عايزة ابقي انانية هي كمان مراته بس معرفش ليه بعد كل لحظة حلوة بينا بتدخل نادين وتحطمها كدا
تحدثت مريم وهي تربت على يد كارمن بحنان هو لو بيحبك بجد هيعرف ازاي يراضيكي يا قلبي وانا متأكدة انه بيحبك
همست كارمن بدهشة من ثقة والدتها العالية في حديثها ولا تزال هي نفسها تشعر ببعض الشك حول مشاعر أدهم تجاهها وانتي عرفتي ازاي
مريم بمنطقية تغييره من يوم جوازكم نظراته ليكي واهتمامه بيكي هو انا صغيرة يا بت ما انا حبيت قبل كدا واعرف اللي بيحب من نظرة عينه وانتي اكيد حاسة بكدا فبلاش تحطي حواجز بينكم
همست كارمن بصوت متعب انا لو حطيت حاجز او اتنين في مية حاجز بينا برده يا ماما
أنهت كلامها ثم نهضت وتوجهت إلى ابنتها بحنان وربت بلطف على
شعرها وهي نائمة
مريم بتصميم بلاش تستسلمي بسرعه يا كارمن دا جوزك وانتي مش صغيرة دافعي عن حقك فيه بس بلاش تكوني انانية وتشتتيه بالغيرة بسبب ومن غير سبب اتعاملي بهدوء معه خليكي
مريم بإبتسامة وانتي من اهله حبيبتي
عند ادهم
كالعادة الروتينية التي قد سئم منها
في ذلك الوقت
خرجت كارمن من غرفة والدتها بعد أن هدأت قليلا من كلمات والدتها السحرية وصعدت إلى الطابق العلوي وهي تفكر فيما إذا كان أدهم لا يزال مع تلك الشقراء أم لا
مرت لحظات قليلة قبل أن يبتعد عنها قليلا ليعطي لها مجال للتنفس وهم يغلقون أعينهم ويلهثون بشدة بعد تلك العاصفة التي كل ذرة عقل بداخلهم
زادت دقات قلبها من همسه الحنون الذي لامس شغاف قلبها ثم تمتمت بغنج أنثوي والله بأمارة ما فضلت معها وسيبتني
خجلت كارمن من تلميحاته التي تحمل الكثير من المعاني ولم تستطع مجاراته في الحديث
عندما لاحظ خجلها ووضعهما غير الملائم لفعل اي شيء حاول تغيير مسار الحديث حتى لا يرتكب
شئ أكثر تهورا من ذلك اطمنتي علي ملك
أومأت إليه كارمن قائلة بخفوت ايوه الحمدلله هي نايمة
رمشت في ذهول عندما رأت الجناح مزينا بالورود الحمراء والشموع موضوعة على الأرفف والنوافذ لإضفاء جو عاطفي ساحر وهادئ في المكان مع موسيقى رومانسية هادئة
نسيت ما كان يزعجها منذ قليل وكل ما كانت تفكر فيه سلبيا وشعرت كأنها تدخل هذا الجناح لأول مرة كان رائعا حقا لكن السؤال هو متى رتب أدهم كل هذا وكيف
تردد ذلك السؤال في عقلها بحيرة
لا يوجد شيء أجمل من الشعور بالراحة وأنت قريب ممن تحب إلى الحد الذي يمكنك فيه إراحة رأسك على كتفه بإرتياح فهذه لحظات مذهلة حقا ولا تقدر بثمن
همست كارمن بتهدج وتأثير شديد وعيناها تتلألأ بإنبهار انت اللي عملت كل دا
همس أدهم بجانب أذنها بصوته الرخيم الذي يجلب الاطمئنان الي نفسها انا صاحب الفكرة بس اللي نفذ وحضر كل حاجة مامتي ومامتك واحنا برا
رفعت كارمن رأسها قليلا لتنظر إليه بحب عميق لأنه اليوم يستمر في صنع مفاجآت سارة لها ولا تعرف كيف تشكره على كل هذه الأشياء الجميلة التي تجعلها تشعر بمدى أهميتها بالنسبة له
كارمن بإبتسامة صافية حاسة كأني اول مرة ادخل الجناح
همس ادهم بعشق لان اليوم دا مختلف عن كل الايام اللي فاتت يا قلبي
كارمن بصدق انا مبسوطة اوي يا ادهم بكل حاجة عملتها او فكرت فيها عشاني ربنا يديمك في حياتي وميحرمنيش منك
تفاجأت كارمن حينما غطي عينيه
همس بحرارة في اذنها ماتخافيش وانتي معايا
كارمن بإضطراب من همسه هنروح فين
اضاف ادهم بنفس همسه الغامض دقيقة وهتعرفي
سار بها نحو الغرفة بخطوات هادئة
فعلت ما طلب
منها بابتسامة فضولية
لقد كان جوا رائعا حقا مليئا بالعاطفة والرومانسية واعتراها شعورا كما لو كانت هذه الليلة هي المرة الأولى التي تكون فيها معه في تلك الغرفة
اتسعت عيناه بإنشداه وهو اذنه منها قائلا بعدم تصديق قوليها تاني كدا
ابتسمت له بخجل وهمست الحروف ببطء ب ح ب ك
قام أدهم بلف بيده برفق هامسا بنبرة تجيش بالعاطفة المخزونة بداخله مافيش حاجة في الدنيا ممكن اقولها وتوصفلك اللي حاسس به دلوقتي انا بعشقك پجنون يا قلب ادهم
اضاف بندم واي تصرف حصل مني وزعلك كان من غيرتي عليكي اللي كتمها في قلبي ومش عارف اعبر عنها
ابتسمت كارمن لتقول برقة خلاص انا مش زعلانة منك ممكن نبطل نتكلم في اللي فاتت ونبدأ من جديد مع بعض
لأنه كما يقال اغفر لمن تحب حتى تسعد روحك بتلك المغفرة وابتعد عن الجدل واللوم الذي العاطفة ويجلس على عرش مۏتها فكل إنسان يعرف بينه وبين نفسه عدد الأخطاء التي ارتكبها لكنه يطمح دائما إلى بعفو حبيبه عنه
لأن الجمال بلا طيبة لا يساوي شيئا وطيبة القلب ونقاؤه هما وحدهما ما يعوضان كل تلك الخسائر التي حدثت في حياة بعضهما البعض
ثم اردف بمزح ومش مصدق ان انهارده مافيش نوم علي الكنبه
ابتسمت كارمن في
داخلها علي نبرة صوته المتملكة التي راقت لها كثيرا ولقد أعجبت ايضا بذكائه في التفكير والترتيب وكانت نظراتها إليه تفيض بالحب الحقيقي ففي كل دقيقة تمر تكتشف مدى تفهمه وصبره
نهاية الفصل الحادي والثلاثون
الفصل الثاني والثلاثون زيارة مفاجأة مزيج العشق
في صباح مليء بأمل جديد
حياة جديدة تشرق في القلوب التي تسكن قصر البارون يوم يملؤه العديد من الأحداث قد تغير المصائر القادمة
تملمت في نومها منزعجة من ذلك الصوت الذي